يستحوذ هاجس المصير على فكر الخلائق فلا يوجد
أحد إلا و يفكّر في مصيره و نتيجة عمله فالإنسان حين يدرس و يجتهد فإنّه يضع صوب عينه
تحقيق النتيجة المرجوّة و رؤية ثمرة عمله و جهده و التي تحدّد مصيره في دراسته و حياته
المهنيّة و مصائر النّاس في حياتهم مختلفة متنوّعة فمنهم من ينتظر مصيره في دراسته
و منهم من ينتظر مصيره في عمله و كيف يرتقي فيه من حال إلى حال أفضل منها و ما يفكر
به النّاس و يشغل بالهم و يؤرّق بعضهم هو مصيره بعد الموت و عند اجتماع الخلائق يوم
القيامة و تعتبر تلك المرحلة من أهم مراحل الإنسان على الإطلاق فعندها يتحدّد من هو
أهل لسكنى الجنان و من باء بالخسران – و العياذ بالله - ، و ما يحدّد مصير الإنسان
هو عمله في الدنيا و رحمة الله سبحانه فقد صح في الحديث أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله
حتى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلاّ أن يتغمده الله برحمة منه و فضل . فما من مخلوق
خلقه الله تعالى إلاّ و له مصير و عاقبة فالحيوانات التي خلقها الله سبحانه على إختلاف
أنواعها و أشكالها و سخرها للبشر في معاشهم فمنها ما ينتفع منه طعاما أو لباسا و هي
مخلوقات لا تعي و لا تعقل و لا تخضع للتكليف الرباني لذلك فأنها و إن كانت تحشر يوم
القيامة لكن ما روي و ثبت في الأثر أنّ رب العزة سبحانه يأٍتي بها و يقتصّ بعضها من
بعض أي من كانت من هذه المخلوقات قد اعتدت على الأخرى في الحياة الدنيا سوف يقتص منها
يوم القيامة لأن الله سبحانه صفته العدل التي كتبها على جميع خلقه من عقل و من لم يعقل
فيوم القيامة و شعار الرحمن جل و علا فيه " لاظلم اليوم " فلا يبقى مخلوق
إلاّ وٍ أخذ حقه من ظالمه ثم يقال بعد ذلك للحيوانات كوني تراباً حيث يتمنى مصيرها
الكافر اذ يرى هذا المصير أرحم له من النار و عذابها – أعاذنا الله منها – و لكن لن
يستمع الله لندائه فقد حقٍّت كلمة الله على الكافرين قال تعالى " إنا أنذرناكم
عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا "
.
اتمنى ان يكون الدرس مفيد لا تنسو تشجيعاتكم
التي ستكون سببا للاستمرار الى درس اخر ان شاء الله
المصدر:1