لم يرد في القرآن
الكريم أو السّنة النّبويّة المطهّرة أيّ ذكرٍ للمكان الّذي دفن فيه سيّدنا آدم عليه
السّلام، بل لم يرد خبر يقيني عن أيّ قبر لنبيّ من الأنبياء سوى نبيّنا محّمد عليه
الصّلاة والسّلام؛ حيث يوجد قبره في المدينة المنوّرة، وهناك روايات كثيرة تؤكّد وجود
قبر سيّدنا إبراهيم الخليل في مدينة الخليل في فلسطين، ولكن دون تحديد لعين المكان
الّذي دفن فيه. وقد ذكرت بعض الرّوايات الّتي تحدثت عن وفاة سيّدنا آدم عليه السّلام،
وكلّها لا تصحّ، ومن بينها رواية للإمام أحمد في مسنده؛ حيث يقول إنّه حين حانت وفاة
سيّدنا آدم اشتهى من ثمار الجنّة فطلب من أبنائه أن يأتوه ببعضٍ منها، فجاء أبناء آدم
للجنّة ليأخذوا بعضًا من ثمارها، فبيّنت لهم الملائكة أنّ أجله قد انقضى، فذهبت الملائكة
إليه فقبضت روحه وصلّت عليه ودفنته، وفي رواية أخرى أنّ جبريل عليه السّلام قد صلّى
عليه ودفنه في مسجد الخيف، وهذه الرّواية ضعيفة أيضًا، كما توجد رواية تتحدّث عن وفاة
سيّدنا آدم في الهند ثمّ نقله من خلال مائة وخمسين رجلًا إلى بيت المقدس ليدفن هناك،
وهذه الرّواية من الإسرائيليّات التي لا تصحّ أيضًا، وهناك مقامات في الهند تعتبر مزارات
للنّاس، ويُدّعى بأنّ آدم عليه السّلام قد دفن فيها وهي رواية لا تصحّ أيضًا، ويبقى
علم مكان دفن سيّدنا آدم عليه السّلام من علم الله تعالى وغيبه.
اتمنى ان يكون الدرس مفيد لا تنسو تشجيعاتكم
التي ستكون سببا للاستمرار الى درس اخر ان شاء الله
المصدر: 1