مـا هي الحـكمة مـن الطـواف حـول الكعـبة الشـريفة ، و لمـاذا نتقـرب مـن الله بالـدوران حـول حجـر ؟
إن شـعـائـر [ الحـج و العمـرة ] ، هـي شـعـائـر التعـامـل مـع : [ الحجـر ] ، حـيـث يتـم [ تقبيـل الحجـر ] الأسـود ، و [ السـعي بيـن صـخـرتين = الصـفـا و المـروة ] ، و الـوقـوف عـلى الصـخر [ جـبل عـرفات ] ، ثـم رمـي رمـز الشـر بالحجـر [ رمـي الجمـرات ] .
.
إن كل الـدوران في الـكون يـكون [ عـكس عـقارب السـاعة ] ، فالأرض تـدور حـول الشـمس عـكس عـقارب السـاعة ، و تـدور الأرض حـول نفـسهـا عـكس عـقارب السـاعة ، و في سـباق الجـري أو سـباق الخـيل أو الـدراجـات ... في المـلاعب ، يـركض المتسـابقون و الخـيل حـول الملعـب عـكس عـقارب السـاعـة .
.
و إذا طلبنـا مـن طالـب أن يرسـم [ زاويـة 30 درجة ] مـثلاً ، فـإنه يـدور عـكس عـقارب السـاعة .
.
لـذلك كان الـدوران حـول الكعـبة الشـريفـة عـكس عـقارب السـاعة ، منسـجمـاً بـذلك مـع كل الـدوران في الـكون : ( و لـن تجـد لسـنّـة الله تـبديـلاً ) الأحـزاب 62 .
.
و الشـيء الوحـيد الـذي يـدور بشـكل خـاطئ هـو : [ عـقـارب السـاعة ] ، لأن العـالم [ كريسـتيان هويـكنز ] الـذي اخـترع السـاعة عـام 1656 مـيلادية ، لـم يـكن يعـلم اتجـاه الـدوران الصـحيح ، فجعـل عـقارب السـاعة تـدور بالاتجـاه المعـاكس للـدوران في الـكون ، و السـبب أن [ المســلمين ] لـم يقـدمـوا للنـاس ، الفكـرة [ العلمـية !!! ] مـن اتجـاه الـدوران حـول الكـعبة ، و المـلاييـن مـن المسـلمين داروا حـول الكـعبة ، لكـن عقـولـهم [ !!!!!!! ] مـن النـاحـية العلمـية .
.
( ليشـهـدوا مـنـافع لـهم ) :
إن شـعـائر الحـج و العمـرة ، كـلهـا : [ منـافـع ] صـحـية للإنسـان ، و خـاصـة في مجـال التـزود بالطـاقة [ النـورانـية الايجـابية ] ، حـيث :
.
[ الأشـياء الكمـيّة ] في الفيـزياء لهـا : [ درجـات حـريّة ] داخـلية ، و : [ عـزم داخـلي ذاتي ] يُعـرف ب : [ اللـفّ المغـزلي ] ، و [ الـدوران ] حـول الكعـبة الشـريفة ، لـه عـلاقة وثيقـة جـداً ب [ اللـفّ المغـزلي ] للأجسـام ، و [ الـلـفّ المـغـزلـي ] الـذي يعمل عـكس عقـارب السـاعة [ و هـو اتّجـاه الـدوران حـول الكعـبة الشـريفة ] ، يصـل بيـن نقـطتين بعـيدتين جـداً جـدّاً في الكون في خـلال [ ثـوانٍ قـليلـة ] ، بسـرعة أكـبر من سـرعة الضـوء بمـلايين المـلايين مـن المـرّات ، و أسـماه العـلم الحـديث : [ الثقـب الـدودي ] ، و بـذلك يكـون : [ تـدفق ] الطـاقة النـورانية المتـبادلـة بيـن الأرض و السـمـاء ، عـند الكـعبة الشـريفـة .
.
و تتحـرّك [ الطـاقة الأثيريـة ] بسـرعة أكـبر ممّـا يُمـكن للعـين أن تسـتوعبه ، و بالتالي فهي تـكوّن [ الأفـكار و المشاعـر ] في الجسـم البشـريّ ، أمّـا [ حـول ] الجسـم البشـريّ ، فالطاقة الأثيريّـة تُشـكّل [ الطاقـة الحـيويّة ] التي تجـري في الكـون كلّه ، لـذلك : فـإنّ [ الـكون إنسـانيّ مثلـما أنّ الإنسـان كونيّ ] .
_ فـكلّ [ طـاقة ] هي [ مـادّة ] خارج بعـدها ، و كلّ [ مـادّة ] هي [ طـاقة ] خارج بعـدها ، لـذلك كانت [ مـادّة ] الإنـس بالنسـبة للمـلائكة و الشـياطـين هي [ طـاقة ] يسهـل اخـتراقها .
_ و الـكون مـكوّن إمّـا مـن طـاقة [ سـريعة الإيقـاع ] لا يُـمكن رصـدها ، أو [ بطـيئة الإيقـاع ] يُمكن رصـدها بالأجهـزة المتطـوّرة ، أو طـاقة [ بالغـة البـطء ] نسـمّيها المـوادّ الصـلبة و يمكن مشـاهدتهـا بالعـين المجـرّدة ، و الجسـم البشـريّ خـلقه الله مـن طـاقة نقـيّة ، قال تعالى ( لـقد خـلقنا الإنسـان في أحسـن تقـويم ) التيـن 4 .
.
يـوجـد في [ الجسـم الطـاقي ] للإنسـان ، مـراكـز طـاقة دوّارة : [ شَـكَرات ] ، يتـراوح قطـرهـا حـوالي [ 10 سـم ] ، و تـدور [ عـكس عـقارب السـاعة مثـل الـدوران حـول الكعـبة ] ، و هـي بمثـابة [ محطـات تـولـيد طـاقة ] ، تـزود الأعضـاء الرئـيسـية و الأعضـاء الحيوية في الجسـم المـادي للإنسـان بطـاقة الحـياة ، و عـندمـا تصـاب محطـات تولـيد الطـاقة هـذه ، باضطـرابات كـان يـحدث فيهـا : [ احتقـان طـاقي ] أو : [ نضـوب طـاقي ] ، فـإن الأعضـاء الحـيوية في جسـم الانسـان تصـاب بالمـرض ، و أحـدث تعـريف للمـرض أنـه : [ خـلل في طـاقات الجســم ] .
.
يُـمثّـل [ الطـواف ] حـول الكـعبة الشـريفة ، حـركـة دائـرية : [ مـنتظـمة و متسـارعـة ] ، و هـي مـن الفـرائـض : ( و لـِيَطَّـوفوا بالـبيت الـعـتيقِ ) الحـج 29 ، بينمـا يُمـثل [ السـعي ] بيـن صـخـرتيْ الصـفـا و المـروة ، حـركـة مسـتقيمة [ مـنتظـمة و متسـارعـة ] أيضـاً ، و هـو أيضـاً مـن الفـرائـض : ( إنَّ الـصــفـا و الـمـروَةَ مِـنْ شَعَـائِـرِ اللّهِ ، فَمَـنْ حَـجَّ الـبيتَ أوِ اعْـتَمـرَ فَـلاَ جُـناحَ عـلَـيهِ أن يَطَّـوَفَ بِهِـمَـا ) البقـرة 158 ، و يُمـثل الوقـوف عـلى [ جـبل عـرفات ] ، الصـعود على الجـبل للتـزود [ بطـاقة الجبـال الخاصـة ] ، فالرسـول الكـريم صلى الله عليه و سلم ، نـزل عـليه الوحي و هـو عـلى [ الجـبل ] ، و موسـى عليه السلام كـان يكـلم الله على الجـبل ، و الوقـوف عـلى جـبل عـرفـات هـو فـرض [ للحـج ] فقـط ، و ليس للعمـرة : ( فـإذا أفضـتم مـن عـرفـات ) البقـرة 198 .
.
كـل هـذا و الله أعـلم .
.
لكـم خالص المـحبـة و التـقدير و الاحتـرام ، و بـاركَ الله بـكم و عـليكـم و أسـعـدكم في الـدنيا و الآخـرة ، مع خالص تحـياتي و شـكري لمشـاعـركم الرقـيقة ، و ســلِمتْ أياديـكم البيضـاء لتعـليقـاتكم ، فهـذا مـن ذوقـكم و كـرم أخـلاقكم ، و رزقكم الله جنّــات النعـيم و جعـلكم عـباده المقـرّبـين ، و صلى الله و سلم على رسـوله الـكريم و عـلى آلـه و صـحبه أجمعـين .
تعليقات