styleالقمر أكثر من مُجرد جُرمٍ جميل في السماء يستخدمه الشعراء لمدح عشيقاتهم... فالحياة على الأرض ستختلف كثيراً من دون القمر فهو يؤثّر على الطقس، ودورات هجرة بعض الحيوانات، المجال المغناطيسي للأرض، المد والجزر، بل إنه أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل مدة اليوم 24 ساعة!
كيف؟
1-القمر هو سبب وجود 24 ساعة في اليوم:
تدور الأرض حول محورها كل 24 ساعة بينما تدور حول الشمس. يتأثر هذا الدوران بجاذبية الأجسام الأخرى، خاصةً بالقمر. نشأ القمر على الأرجح نتيجة اصطدام كوكب بحجم المريخ بالأرض. نتج عن هذا التصادم قطع ضخمة من الصخور والغبار التي تم التقاطها في مدار الأرض واندمجت معًا في النهاية بواسطة الجاذبية لتشكيل القمر. قبل ذلك، يعتقد العلماء أن دوران الأرض استغرق من 6 إلى 8 ساعات فقط، لكن جاذبية القمر تبطئ هذه الحركة، وتحوّلها إلى 24 ساعة. يُمكنك فقط أن تتخيّل كيف ستكون حياتنا وحياة الكائنات الحية لو كانت مدة اليوم 8 ساعات فقط!
2-بفضل القمر، لدينا مُناخٌ مستقر:
بفضل جاذبية القمر، يتم تثبيت ميلان الأرض في اتجاهٍ أكثر استقرارًا (محور شبه ثابت). بدونها، سوف تتأرجح الأرض لأعلى ولأسفل قليلاً أثناء دورانها. ما سيجعل الرّياح والغيوم تتحرك بشكل أسرع، مما يخلق ظروفًا جوية أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدّي إلى بيئة أكثر قسوة للحياة. كما يؤدي ثبات محور الأرض إلى الفصول الأربعة التي نعرفها. إذاً القمر مسؤول عن تعدد الفصول والمناخ المستقرّ!
3-قام القمر بحماية غلافنا الجوي:
الغلاف الجوي هو طبقة الغاز الخارجية للأرض التي تحمل كل الأوكسجين الذي نتنفسه، كما أنها تؤدي وظائف أخرى مثل حمايتنا من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الكونية. لكن من السهل على الكواكب خسارة غلافها الجوي (كما حصل مع المريخ) بسبب حرارتها المرتفعة او جاذبيتها الضعيفة. كما يُمكن أن تلعب الرّياح الشّمسية أيضًا دورًا كبيرًا في خسارة الكواكب لغلافها الجوي. في مرحلة ما خلال السنوات الأولى لوجود القمر، كانت الشمس تمر بمرحلة عنيفة حيث كانت الرياح الشمسية أقوى بكثير. نظرًا لأن القمر كان قريبًا جدًا من الأرض في ذلك الوقت، كان مجاله المغناطيسي قريبًا بدرجة كافية ليكون بمثابة درع ويساعد في حماية الغلاف الجوي من تلك الرياح الشمسية القوية. بدون الغلاف الجوي، لا حياة على الأرض.
4-يمكن أن يكون القمر (جزئيًا) مسؤولاً عن الحياة على الأرض!
يخلق تأثير جاذبية القمر والشمس على الأرض نوعًا من شد الحبل بين القوّتين ما يشوّه قليلاً الكوكب بأكمله ذهابًا وإيابًا. هذه الحركة تخلق المدّ والجزر في المحيطات. في الماضي، كان القمر أقرب كثيرًا إلى الأرض. هذا يعني أن جاذبيته على كوكبنا كانت أقوى بكثير، مما يجعل حركات المد والجزر أكثر عدوانية ما نشّط جزئيًا حركة الصفائح التكتونية للأرض. وقد ساهم هذا النشاط الزلزالي في تبريد سطح الأرض لكي لا يصبح ساخناً كسطح كوكب الزهرة ما سمح بإمكانية وجود حياة. كما ساهم المد والجزر في نقل المعادن والمواد الكيميائية والكائنات المجهرية بين المُحيط وسطح الأرض.
تعليقات