الفرق بين الشخص السام والشخص المحتاج عاطفيًا
في كثير من العلاقات، قد تختلط علينا المشاعر ونتساءل: هل هذا الشخص يؤذيني حقًا، أم أنه فقط يمر بمرحلة صعبة ويحتاج إلى دعم؟ هذا السؤال مهم جدًا، لأنه يساعدنا على اتخاذ قرارات صحية في حياتنا الشخصية دون أن نقطع علاقات مهمة بدافع الحذر أو أن نُبقي على علاقات مؤذية بدافع الشفقة.
من هو الشخص السام؟
الشخص السام هو ذلك الفرد الذي يتركك دائمًا في حالة من التوتر، الإرهاق، والشك الذاتي. علاقاتك به تجعلك تشعر بأنك غير كافٍ، وتُستهلك فيها عاطفيًا دون مقابل حقيقي. يتميّز هذا الشخص بأنانيته، ميله للسيطرة، التلاعب العاطفي، والاعتماد المستمر عليك دون تقديم دعم حقيقي.
صفات شائعة للشخص السام:
- ينتقدك باستمرار حتى في لحظات ضعفك.
- يستخدم مشاعرك ضدك ليلومك أو يجعلك تشعر بالذنب.
- يجعلك تشك في نفسك أو تشعر بأنك المخطئ دائمًا.
- يقلّل من نجاحاتك أو يشكك فيها.
- لا يتحمل المسؤولية، ويُلقي اللوم على الآخرين دائمًا.
من هو الشخص المحتاج عاطفيًا؟
أما الشخص المحتاج عاطفيًا، فهو شخص ربما يمر بمرحلة من التوتر أو القلق أو الاكتئاب، ويبحث عن الدعم من أحبائه. هو لا يسيء إليك، بل يطلب القرب والاهتمام، وقد يشعر بالضعف أو الخوف من فقدان العلاقة.
صفات الشخص المحتاج عاطفيًا:
- يبحث عن الاطمئنان والحب، لكنه لا يستخدم التلاعب.
- يعترف بمشكلاته، وقد يطلب مساعدتك أو ينفتح لك بصدق.
- يشكرك عندما تقدّم له الدعم.
- لا يقلّل من شأنك ولا يستخدمك كوسيلة للسيطرة.
- علاقته بك متوازنة في العمق، لكنه يمر بمرحلة ضعف.
الفرق الجوهري بينهما
الفرق الأساسي بين الشخص السام والمحتاج عاطفيًا هو النية والسلوك. فالشخص السام يؤذيك، بينما الشخص المحتاج قد يثقل عليك أحيانًا، لكنه لا يؤذيك عمدًا أو يسعى للتقليل من شأنك.
النوايا والسلوك:
- الشخص السام: يتعمّد التلاعب، الانتقاد، أو التقليل من شأنك.
- الشخص المحتاج: يسعى للحصول على الاهتمام، لكنه لا يسيء إليك.
ردود أفعالك النفسية:
- مع الشخص السام: تشعر بالإرهاق، التوتر، الرغبة بالابتعاد، أو تفقد ثقتك بنفسك.
- مع الشخص المحتاج: قد تشعر بالتعب، لكنك لا تشعر بالتهديد أو القلق من نواياه.
هل يمكن أن يتحوّل الشخص المحتاج إلى شخص سام؟
في بعض الحالات، إذا لم يدرك الشخص المحتاج عاطفيًا مشكلته ولم يعمل على تطوير ذاته، فقد يُصبح مصدر ضغط مزمن. لكنه يظل مختلفًا عن الشخص السام في الأساس؛ لأن نواياه غير عدوانية. هنا يصبح من الضروري وضع حدود صحية للحفاظ على العلاقة دون استنزاف.
كيف تتعامل مع كل منهما؟
مع الشخص السام:
- ضع حدودًا واضحة ولا تسمح له بالتقليل من قيمتك.
- لا تحاول تغييره أو إصلاحه، بل احمِ نفسك أولاً.
- قلل من التفاعل معه أو أنهِ العلاقة إذا لزم الأمر.
مع الشخص المحتاج عاطفيًا:
- استمع إليه دون أن تحمل العبء وحدك.
- شجّعه على طلب المساعدة المتخصصة إن لزم الأمر.
- قدّم الدعم ولكن ضمن حدود لا تؤذي توازنك النفسي.
خاتمة
التفرقة بين الشخص السام والمحتاج العاطفي مهارة مهمة لحماية نفسك دون قسوة أو تسرّع. ليس كل من يحتاجك يؤذيك، ولكن ليس كل من يتقرب إليك يستحق مكانًا في حياتك. استخدم وعيك العاطفي وحدسك، وامنح طاقتك لمن يستحقها بالفعل.
تعليقات