هـل الاحتفـال بالمـولـد النـبـوي الشـريف [ بِـدعـة ] كمـا يقـولـون ، أو هـو واجـب عـلينـا ؟ !! .
يتسـابـق الآن [ أصـحـاب الفـتوى و التقـوى ] ، مـن الـذين : [ يـزعمـون ] حـبّهـم لرسـول الله و التمـسّك بسـنتـه : [ بالمـظهـر و الشـكل فقـط ، و دخـول دورة الميـاه بالرجـل اليسـرى ] ، يتسـابقـون للطـلـب مـن النـاس : [ عـدم ، بل و تحـريم ] الاحـتفـال بالمـولـد النـبوي الشـريف ، و : [ يغـضـبهـم ] كـثيراً أن يفـرح النـاس بيـوم مـولـد الرسـول الكـريم ، و الوصـفة الإلهـية لهُـم أنْ يعـضّـوا أنـاملهُم : ( عـضّـوا عـليـكُمُ الأنامـلَ منَ الغـيظ ............... ) آل عمران 119 ، و أتـركُ لهُـم تكمـلة الآية الكريـمة .
.
1 _ إنّ المـولـد النبـويّ الشـريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ، هو [ عـيد الأعيـاد ] ، و السـبب : لـولا هـذا [ العـيد ] ، لمَـا كان للمسـلمين أيّ [ عـيد ] مثل عـيد الفطـر و عـيد الأضـحى ، لـذلك عـيد المـولد النـبويّ الشـريف هـو : [ عـيد الأعيـاد ] ، و العـيد هـو : [ احتـفال و فـرحة ] .
.
2 _ إذا نظـرنـا لقوله تعالى عـن رسوله الكريم : ( و مَـا أرسـلناكَ إلاّ - رحـمـةً - للعـالمـين ) الأنبيـاء 107 ، ثُـمّ نظـرنـا في قولـه تعالى يطلـبُ من [ المـؤمـنين ] الفـرحة بـذلك : ( قُـل بفضـل اللـه و - بـرحـمـته - فبـذلك فـليفـرحوا ) يونس 58 .
_ لـذلك يجـب أن : [ نفـرح ] تنـفيذاً لأمـر الله تعالى ، لأنّ الرسـول الكريم صلى الله عليه و سلّم هـو : [ رحـمةٌ مُهـداة ] كمـا قال عـن ذاتـه الكـريمـة ، و الله أمـرنا أن نفـرح ب : [ الرحـمة ] .
.
3 _ إنّ مـولـد الأنبيـاء الكـرام هـو : [ بُـشـرى ] و فـرحة و عـيـد ، مثال قول الله تعالى عن مولـد اسماعيل عليه السلام : ( - فـبشّـرناه - بغُـلامٍ حـليم ) الصافّات 101 ، و عـن مولـد يحي عليه السلام : ( إنّ اللـه - يُـبشّـرُك - بـيـحي ) آل عمران 39 ، و عـن مولد عيسى عليه السلام : ( يا مـريمُ إنّ اللـه - يُبشّـرك - بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى ابن مـريم ) آل عمران 45 ، و عـن مولـد اسـحاق و يعقـوب عليهما السلام : ( و امرأتُـه قائمـةٌ فضحكتْ - فبشّـرناها - بـإسحـاق و من وراء اسـحاق يعقوب ) هود 71 .
فهل [ مـولـد ] سـيّـد المرسـلين لـيس : [ بُشـرى و عـيد ] ؟ !!!!!!!!!!! .
.
4 _ و الـذين يسألون سـؤالهم [ الاسـتنكاريّ !!! ] : [ و هـل احـتفل الصحابة بالمولد النبـويّ ؟ !!!!!!!!!!!! ] ، فنـقول لهـم :
لقـد كانَ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعـين ، كـانوا في : [ عـيـد دائـم ] بوجـود الرسول الكريم بينهـم ، لأنـه منـع عـنهـم العـذاب في هـذه الحـياة : ( و مـا كانَ اللـه ليُـعـذّبهُـم - و أنـتَ فـيهم - ) الأنفـال 33 ، فـلـيته كان بيـننـا لـنكون في : [ عـيـد و احتـفال دائـم ] ، و نتخـلّـص مـن [ أصحـاب الفـتـوى و التقـوى ] .
.
5 _ إذا كانت [ مـائدة ] السـماء للحـواريـين مع عيسى عليه السلام ، إذا كانت [ عـيداً ] : ( قال عيسى ابن مريم ربّنـا أنـزل عليـنـا مـائدةً تكونُ لنـا - عـيداً - لأوّلـنا و آخـرنا ) المائدة 114 ، فهل مـولـد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلّم لا يـكون : [ عـيـداً ] للأوّلـين و الآخـرين ؟ !!!!!!!!! .
.
6 _ إذا كان الانتهـاء من شـهر الصيـام هـو : [ عـيد الفطـر ] ، و الانتهـاء من مناسـك الحـج هـو : [ عيـد الأضـحى ] ، فـمـن الأولـى أن يكـون مـولده الشـريف صلى الله عليه و سلّم ، هـو : [ عـيد ] المـولد النبـويّ الشـريف ، و العـيد هـو : [ احـتفـال و فـرحـة ] .
.
سـوف [ نفـرح ] ب : [ عـيـد مـيلادك ] يا سـيّد المـرسـلين ، لأن الـدين الذي أرسـلت بـه كلّـه [ فـرح و سـعادة ] و تسـامـح .
.
لــتعــزّروه و تـوقّـروه :
يطـلب الله تعالى من المـؤمـنين ، أنْ يـحـترمـوا الرسول و أنْ يـوقّـروه و يـرفعـوا مكـانته بين الأمـم : ( لتـؤمـنوا بالله و رسـولـه و تـعـزّروه و تـوقّـروه ) الفتح 9 ، أمّـا الاكـتفاء بقولـنـا : [ اللهمّ صلّ على محمـد ] فقط بالكـلام !!!! ، فهـذا لا يكـفي أبـداً ، و المطـلوب هـو : [ العمـل ] على رفـع مكـانته بين الناس كـافّة : [ بشـكلٍ عـمليّ ] ، و أن لا نبـقى كمـا تقول الآية الكريمة : ( أمْ لـمْ يعـرفـوا رسـولهُـم ) المؤمنون 69 !!!!! .
.
بقـول أحمـد شـوقي :
يـا خـيْـرَ مِـنْ جَـاءَ الـوجـود تحـيـةً .... مـن مـرسـلـين إلى الأولـى بِـكَ جَـاؤا
بـكَ بَـشَّـرَ الله الـسـمـاء ، فـزُيِّـنتْ ....... و تـضَـوّعـت مِـسـكاً بِـك الغَـبْـراء
.
( أمْ لـمْ يـعـرفـوا رسـولـهم !!!! ) المـؤمنون 69 :
مَـنْ أنـتَ ؟ مـا أنْـتَ ؟
إن أفضـل تعـريف لـه صلى الله عليه و سـلم ، هـو التعـريف الـذي عـرّف بـه ذاتـه الشـريفة ، فعـند وصـولـه إلى المـدينة المنورة ، جـاءه وفـد مـن المنـافقـين ، و سـألـوه بمـكـر : [ مَـن أنـت ، مـا أنـت ؟ !!!!! ] ، فـأجـاب بعـبقـريتـه اللغـوية المـدهـشة :
_ سـألـتموني : [ مَـنْ ] أنْـتَ ؟ ، و [ مَـنْ ] اسـتفهامٌ عـن الشـخصـية ، [ أنــا مُحـمّـد بن عبد الله بن عبـد المطّـلب ] .
_ و سـألتموني : [ مـا ] أنـتَ ؟ ، و [ مـا ] اسـتفهامٌ عـن الهـويـة ، [ أنـا عـبد الله و رسـولـه ]
إذاً هـو : [ مـحمـد بـن عـبد الله بـن عـبد المطـلب ، و عـبد الله و رسـولـه ] ، و كـان نـداءه الشـهير في المعـارك : [ أنـا النـبيّ لا كـذِبْ ... أنـا ابـن عـبد المطـلّب ] .
.
أحـمد ، محـمـد :
إنّ الرسـول الكـريم صلى الله عليه و على آله و أصحابه أجمعين ، كانَ اسـمه الشـريف قـبل ولادتـه و هـو فـي [ عـالـم الأمـر ] ، كان اسـمه : [ أحمـد = الصـيغـة المـطلقة للـحـمد ] ، لـذلك قـال عـنه السـيد المـسيح عليه السلام : ( و مبشـراً بـرسـول يـأتي مـن بـعدي اسـمه - أحـمد - ) الصف 6 ، فهـذا القـول قـاله الســيد المسـيح عليه السلام ، قـبل ولادة الرسـول الـكريم .
.
أي عـندمـا كان في السـماء كان اسـمه : [ أحمــد ] ، لأنّ : [ جمـيع المـلائكة ] الـكرام في السـماء يؤمنـون بـه أنّـه رسـول الله : ( إنّ الله و ملائـكته يُصـلّون على الـنبيّ ) الأحـزاب 56 .
_ أمـا بـعد ولادتـه الشـريفة إلى [ عـالـم الخـلق ] ، أصـبح اسـمه [ محـمد = الصـيغـة النسـبية للحـمد ] و ذلـك بسـبب وجـود كـافرين بـه في الـدنيـا ، يقول تعالى : ( و مـا - محـمد - إلاّ رسـول - ) آل عمران 144 ، و السـورة في القـرآن الكـريم : [ سـورة محمـد ] .
_ إذاً هـو في السـماء : [ أحـمد ] ، و في الأرض : [ محـمد ] .
.
كل عام و أنتم بألف خـير و سعادة ، و لكـم خــالص أمنيــاتي بـكل الصــحة و الســلامة و الســعادة ، و لكـم كلّ المـحـبّة و الشــكر و التقــدير و الاحتــرام ، و أسمـى آيـات الـعِـرفـان بكـرَم أخـلاقـكـم لتعـليقـاتكم الكريمة ، و صلى الله و سلّم على صاحب الخُـلُق العظـيم و على آلـه و أصـحابه أجمـعين .