الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فلأهمية الصلاة كان لا بد فيها من طهارة المكان الذي تفعل فيه، وقد ورد في السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة في عدة أماكن
1- المقبرة وهي موضع القبور ، ونهي عن الصلاة فيها لئلا يتخذ ذلك ذريعة إلى عبادة القبور ، أو التشبه بمن يعبد القبور .
ويستثنى من ذلك : صلاة الجنازة ، فإنها تصح في المقبرة ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المرأة التي كانت تنظف المسجد بعد ما دفنت في قبرها . رواه البخاري (460) ومسلم (956) .
ومما ينهى عن الصلاة فيه أيضاً : المسجد المبني على قبر ، لما تواتر من لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ القبور مساجد ، ونهيه عن ذلك
أنبيائهم مساجد ) رواه البخاري ومسلم
2- معاطن الإبل ومباركها ( صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل )
3- الحمام وهو المكان الذي يقضى فيها الانسان حاجتة حيث انة مكان الشياطين حيث
أن في الحمام لما فيها من آثار سيئة، ولما رواه ابن ماجه والترمذي وعبد بن حميد في
مسنده عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (نهى أن يصلى في سبع مواطن:
المزبلة، والمجزرة، والمقبرة، وقارعة الطريق، وفي الحمام، وفي معاطن الإبل، وفوق
ظهر بيت الله) وأما الحش فلاحتمال النجاسة، ولأنه لما منع الشرع من الكلام وذكر الله فيه
كان منع الصلاة أولى.
4- كل مكان يأتي إليه الشيطان كأماكن الفسق والفجور وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : عرسنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي
ليأخذ كل رجل برأس رحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان فلم يصل فيه.
5- قارعة الطريق
الصلاة في قارعة الطريق مكروهة عند الشافعية، والحنفية، والمالكية، فإن صلى فيه
صحت صلاته، لأن المنع لترك الخشوع، أو لمنع الناس من الطريق، وذلك لا يوجب
بطلان الصلاة، وروي عن مالك الجواز، والعلة في النهي عن الصلاة في قارعة الطريق
فلما فيها من شغل الخاطر المؤدي إلى ذهاب الخشوع الذي هو سر الصلاة..
" سبحان الله العزيز الحكيم " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير