التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإعجاز العلمي في خلق الإنسان


إذا نظـرنـا إلى عمـلية خـلق الإنسـان مـن خـلال [ المـادة و الطـاقة ] ، نعـرف : [ الاعجـاز المـذهل ] الـذي وضـعه الخـالق تعـالى في : [ عمـلية التـلقيح ] ، بيـن [ نطـفة الذكـر ] و [ بـويضـة الأنـثى ] ، كـي نـأتي لـهذه الحـياة .
علمـاً أنّ النطـفة تُصـنع في [ جسـم الذكـر ] ، بينمـا تـصـنع البـويضـة في جـسم آخـر [ جسـم الأنـثى ] ، و همـا جسـمـان [ منفـصـلان ] و متـباعـدان ، مـع ذلـك يتـم صـنع [ النطـفة ] بشـكل : [ يفـوق التصـوّر ] ، لأنـها سـوف تـدخـل جسـمـاً آخـر [ جسـم الأنثى ] ، للبحـث عـن البـويضـة ، و تكـون مـسـتعـدة : [ لكـلّ المخـاطر ] التي سـوف تـواجههـا في جسـم الأنـثى ، و هي مـبرمـجة على التقـاط : [ التـرددات ] التي تطـلقهـا البـويضة ، و تحـمل مـعها : [ الأنـزيمـات ] اللازمـة و ..... ، فتعـالوا نتـابـع هـذه [ الرحـلة ] ، التي : [ جمـيعنـا مـررنـا بهـا ] كـي نكـون الآن عـلى قـيد الحـياة : ( و فـي أنفسـكـم أفـلا تبصـرون ) الذاريـات 21 ، و نـرجـو أن يبصـر [ الملحدون ] .
.
في الوقـت الـذي يقـوم فيـه [ مـبيض الأنـثى ] ، بصـنع البـويضـة التي : [ قطـرهـا 22 ميـكـرومـتر و فيهـا 23 صـبغي ] ، يجـري صـنع النطـفة في [ جسـم الـذكـر ] ، و يجـري تجـهيز النطـفة بحـيث تتـلاءم مـع جـسم الأنـثى [ الغـريب ] عليهـا ، و الـذي تسـتعـد لـدخـولـه و هـو : [ مـجهول تمـامـاً ] بالنسـبة لهـا ، حـيث تـأتي : [ المـواد الأولـية ] لصـنع النطـفة ، مـن المنـطقة الواقعـة بيـن [ العمـود الفقـري [ الصـلب ] و بيـن القفـص الصـدري [ التـرائب ] : ( فـلـينظـر الإنسـان مِـمَّ خُـلِق ، خُـلِقَ مـن مـاء دافـق ، يخـرج مـن بيـن الصـلب و التـرائب ) الطـارق 5 / 7 ، و يتجـمع في خصـية الـذكـر ، حـيث يوجـد : [ أقنـية مـجـهرية ] طـولهـا [ 500 مـتر ] ، لإنتـاج النطـاف المـنوية و التي مهمتـهـا إيصـال [ 23 صـبغي ] بشـكـل آمـن ، إلى بويضـة الأنثى ، لتتـحد مـع [ 23 صـبغي ] آخـر في بـويضـة الأنـثى ، ليتـحدد [ جـنس المـولود و مـواصـفاته و لـون عـينيه و .... ] ، يقول تعـالى : ( هـو الـذي يصـوركـم في الأرحـام كـيف يشـاء ، لا إلـه إلاّ هـو ، العـزيز الحـكيم ) آل عمـران 6 .
.
و مـن أجـل تنـفيذ هـذه [ المـهمة ] ، يجـري صـنع المـركـبة [ النطـفة ] ، التي سـوف توصـل الصـبغيات إلى بـويضـة الأنثى ، و تتكـون هـذه : [ المركـبة ]  مـن : [ 3 أجـزاء ] أسـاسـية هـي : [ الـدرع + المحـرك + الـذيل ] :
_ الـدرع : يقـع في مـقدمـة النطـفة ، و يكـون [ قـاسـي و صـلـب ] ، ليـحمي [ الصـبغيات ] التي يحمـلها ، مـن عشـرات الأخطـار القـاتلة ، التي سـوف تتعـرض لهـا [ النطـفة ] في طـريقهـا نحـو [ البـويضـة ] .
_ المحـرك : يقـع خـلف الـدرع مـباشـرة ، و هـو مـحرك [ قـوي ] لتحـريك الـذيل بشـكـل دائـري ، مـن أجـل أن تسـير النطـفة نحـو [ الأمـام ] للوصـول إلى البـويضـة ، و يعمـل هـذا المحـرك عـلى : [ وقـود ] خـاص ، هـو : [ سـكر الفـركـتوز ] ، و يـوجـد في السـائل المـنوي  كـمية سـكر فـركـتوز ، محـسوبة [ بـدقة بـالـغة ] ، لتكـفي لتشـغـيل [ 250 مـليون مـحرك ] و هـو : [ عـدد الحـيوانـات المـنوية ] التي يقـذفهـا الذكـر في مـهبل الأنـثى عـند الجمـاع ، و يـدخـل في الحسـبان أيضـاً : [ طـول الطـريق ] الـذي سـوف تقطـعه النطـفة ، للوصـول إلى البـويضـة عـن طـريق [ الرحـم + قنـاة فـالوب ] .
_ الـذيل : مهـمته الحـركـة : [ الـدائـرية السـريعة ] لتسـير النطـفة نحـو الأمـام ، و يقـع خـلف [ المحـرك القـوي ] .
       .
يقـول سـبحـانه و تعـالى عـن السـائل المـنوي : ( أفـرأيتـم مـا تُـمْـنون ؟ !!!! ، أأنتـم تخـلقـونه ؟ ، أمْ نحـن الخـالقـون ؟ !!!! ) الواقعـة 58 / 59 ، و يقـول سـبحـانه التفـاصـيل الـدقـيقة : ( قُـتِلَ الإنسـان مـا أكـفَرَه ، مـنْ أيّ شَـيْءٍ خـلقـه ؟ !!!! ، مـن نـطـفة خـلقـه - فقـدَّره - ) عـبس 17 / 19 ، أي : [ قـدَّر ] كـمية سـكّر الفـركتـوز اللازمـة لتشـغيل 250 مـليون محـرك في النطـاف و الكـافية للطـريق الواصـل إلى البـويـضة ، و [ قـدّرَ ] كـمية و نـوع الأنـزيمـات التي تحمـلهـا النطـفة لتسـتخدمهـا لإذابة  طـبقة الحمـاية الخـارجـية للبـويضـة .... ، و تتـابـع الآيـات : ( ثـمَّ السـبيـل يسّـره ) عـبس 20 ، أي : يـسـر لـه : [ سـبيل الوصـول إلى البـويضـة ] كـي تحـصل عمـلية التلقـيح .
.
و بـعد قـذف النطـاف داخـل مـهبل الأنـثى ، تسـبح بأقصـى سـرعـة ، لـدخـول الـرحـم ، و بـعد دخولهـا إلى الرحـم ، يوجـد أمـامهـا عـدد [ 2 مـن نفـير فـالوب ] ، و البـويضـة في أحـدهمـا ، و لا تـدري النطـاف في أي [ طـرف تـدخـل ] !!!! ، فتقـوم البـويضـة بإرسـال [ إشـارات ] خـاصة لتقـول للنطـاف : [ إننـي هنـا ] فـي هـذا الطـرف ، و يـوجـد في رأس النطـاف : [ لـواقـط ] مـبرمجـة لـتلتـقط ذات : [ التـرددات ] التي تطـلقهـا البـويضة ، لأنّ النطـاف إذا ذهـبت في النفـير الآخـر ، فسـوف لـن تجـد البويضـة ، و لـن يكـفيهـا [ وقـود المحـركـات ] للعـودة ، و سـوف تمـوت . 
.
و عـند وصـول عـدة مـئات مـن النطـاف المتسـابقـة نحـو البـويضـة ، تسـمـح البـويضـة بنطـفة واحـدة فقـط بالـدخـول إليهـا ، حـيث تفـرز النطـفة [ أنـزيمـات خـاصة ] ، تـذيب طـبقة [ الحمـاية الخـارجـية ] للبـويضـة ، و فـي هـذه الطـبقة يتـلاشـى [ درع النطـفة ] و يـزول ، كـي يخـرج نـوع آخـر مـن [ الأنـزيمـات ] لإذابـة [ غـلاف ] البـويضـة القـاسي ، كمـا ينفصـل [ ذيـل ] النطـفة و لا يـدخل البـويضـة ، لأنـه إذا دخـل البـويضـة فسـوف [ يخـربهـا ] ، و لا يـدخـل البـويضـة سـوى [ صـبغيات الذكـر ] لتتـحد مـع صـبغيـات الأنـثى [ 23 + 23 = 46 صـبغي ] ، ليتـحدد [ جـنس المـولود و مـواصـفاته و لـون عـينيه و .... حـتى أمـراضـه الوراثـية ] .
.
و بـعد عمـلية التلقـيح ، تنقـل [ شُـعيرات نـاعمة ] البويضـة بكـل رفـق و هـدوء نحـو الـرحـم ، فتصـله بـعد حـوالي [ 4 أيـام ] ، و عـند وصـولهـا تفـرز [ أنـزيمـات خـاصة ] تـذيب جـدار الـرحم كـي [ تعـلق ] بـه و لا تخـرج : ( خـلق الإنسـان مـن عـلَق ) العـلق 2 .
.
و [ الـطاقة ] تـوجـد في [ النطـفة ] التي تتحـرك ، و ليـس في [ البـويضـة ] السـاكـنة ، لأن البـويضـة ذات [ طـاقة سـاكـنة ] ، فـإذا لـم يتـم تلقيحهـا ، تتـلف و تسـقط مـع : [ الـدورة الشـهرية ] ، لـذلك ربـط القـرآن الكـريم عمـلية خـلق الإنسـان [ بالنطـفة ] : ( ألـم يـك نطـفة مـن مـنيّ يُـمنى ... فجـعل مـنه الـزوجـين الـذكر و الأنـثى ) القيـامة 39 ، ( أولـم يـر الإنسـان أنـا خـلقنـاه مـن نطـفة ، فـإذا هـو خـصيم مـبين !!!!! ) يـس 77 ، و هـذه مـصيبة المصـائب مـع المـلحدين .
 .
كـل هـذا و اللـه أعـلم .

اتمنى ان يكون الدرس مفيد لا تنسوا تشجعاتكم حتى يكون سبب في الاستمرار في دروس اخرى

تعليقات

‏قال Miniauniversity
يسعدنا انضمامكم الي
جامعة المنيا:
تسعي الجامعة إلي توفير مقومات التطوير المستمر لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة ، وتجويد الأداء الجامعي ، وتعمل الجامعة علي تحقيق رسالتها من خلال
إعداد الكوادر الفنية المتخصصة في مختلف المجالات التي تقابل احتياجات المجتمع وتتطلبها مجالات التنمية الشاملة وتوفير المؤهلين في التخصصات المستحدثة التي يتطلبها سوق العمل إجراء البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية التي ترتبط بمشكلات المجتمع وبرامج التنميـة
التأكيد علي القيم الإنسانية النبيلة وتعميق قيمة الولاء الوطني والمحافظة علي المبادئ الأصيلة للمجتمع
دعما لروابط الثقافية والعلميةبين الجامعة والمؤسسات العلمية والجامعات العربية والعالميةوتوثيقها
التطوير المستمر للبرامج الدراسية وبرامج الدراسات العليا لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي
تقديم الخبرات الاستشاراية للهيئات والمؤسسات الانتاجية من أجل خدمة المجتمع وتنمية البيئة

جامعة المنيا
Minia University
Université de Minia
Universidad de Minia

الأكثر قرأه

ما هو سر الرقم 19 ولماذا ذكره الله في كتابه وما علاقة القرآن بذلك؟

ماذا يفعل الشيطان عند نومك على بطنك؟

ضرب الأعداد ... بدون ألة حاسبة طريقة سهلة.. تعلمها

هل الإندومي خطر على الصحة أم لا ؟

الأشياء الاربعة الموجودة في شبابنا من قوم لوط

ما هو السر في وجود اكياس صغيرة داخل الحذاء عند الشراء ؟!

حور العين في الجنة ليست للزواج الجنسي ولكن لخدمة اهل الجنة

كل فتاة تحب أن يقال عنها أنها حلوة وساحرة وملكة جمال والسؤال هو: ما الجمال؟

القران الكريم يوضح اننا نستطيع التحكم فى إنجاب ذكر او انثى سبحان الله العظيم

خمسة خلقهم الله بدون أب و أم سبحان الله العظيم