التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا يجوز قطع يد السارق و القرأن الكريم لا يقصد ذلك




يقول الدكتور مصطفى كيالي الباحث و الفيزيائي السوري
بأن السارق لا تقطع يده عند قطع يده سيصبح عاله علي المجتمع بل لو كان مسؤل عن اسره ستصبح هذه الاسره عاله على المجتمع ولكن يوضح القرآن الكريم كيفيه عقابه وما المقصود
وَ السَـارِقُ وَ السَـارِقَةُ فَاقْـطَعـوا أيْـدِيَهُـمَا. المـائدة 38
فـي البـدايـة :
يـجـب أن نعـلم أنّ : [ مـثنـى ] كـلمـة : [ يـد ] هـي كـلمـة : [ يـدين ] ، و لـيس كـلمـة : [ أيـدي ] !!!، يقـول تعـالى : ( يـوم يـعـضّ الظـالـم عـلى يـديه ) الفـرقان 27  ، و لـيس عـلى [ أيـديه ] ، و عـبـارة : [ بيـن يـديه ] تعـني [ أمـامه ] ، يقـول تعـالى : ( لـه مـعـقبـات مـن بيـن يـديه و مـن خـلفه ) الرعـد 11 . 


فلـو كـان المقصـود [ بتـر اليـد ] عـن الجـسـم في السـرقـة ، تكـون الآيـة الكـريمـة : [ فـاقطـعوا يـديهـمـا ] !!!! ، و لكـن الآيـة تقـول : ( فـاقطـعوا أيـديهمـا ) المـائدة 38 ، فمـا مـعنى كـلمـة : [ أيـدي ] ؟ :



إنّ كـلمـة [ أيـدي ] تـعنـي : [ الامتـداد و السـيطـرة و مصـادر القـوة ] ، يقـول تعـالى : ( و السـمـاء بنـينـاهـا بـأيـد ) الـذاريات 47 ، ( و اذكـر عـبـادنـا إبـراهـيم و اسـحاق و يعقـوب أولـي الأيـدي و الأبصـار ) ص 45 ، ( و اذكـر عـبدنـا داوود ذا الأيـد ) ص 17 ، و داوود لـه [ يـدين ] و لكـن كـان [ ذا أيـدي = قـوة و سـيطرة عـلى إلانـة الحـديد ] ، تقـول الآية : ( و ألـنـا لـه الحـديد ) سـبأ 10 .
.
و الآيـة الكـريمـة تقـول : ( و السـارق و السـارقـة فـاقطـعوا أيـديهمـا ) المـائدة 38 ، أي : اقطـعوا [ مصـادر قـوتهـم و سـيطـرتهم ] مـثل وضـع [ كـاميرات مـراقبة ] لمـنعهم مـن السـرقة ، و إتاحـة الفـرصة لـهم للتـوبـة ، فالآيـة التي بعـدهـا : ( فمـن تـاب مـن بـعد ظـلمـه و أصـلح فـإن الله يتـوب عـليه ) المـائدة 39 .    
.
و في المتـاجـر الكـبرى يـوجـد : [ جهـاز انـذار عـلى البـاب ] يعطـي صـوتاً قـوياً فـي حـال : [ الخـروج وعـدم الـدفع ] ، فيقـتـرب الحـارس [ بكـل لطـف و ذوق ] مـن الـزبون و هـو يبتـسـم و يقـول لـه : [ أرجـو أن تعـود لتتـأكـد مـن دفع الحـسـاب ] ، و بـذلك [ يقطـعون ] السـرقات بشـكل كـامل ، و لا يصـرخـون في وجـه الـزبـون : [ الله أكـبر ، لـقـد أمسـكـنا سـارقـاً ، فـابتـروا يـده ]! ، فـمـتى سـوف نفكـر بأسـلوب حضـاريّ ! .


.
قـطـع :
إن كـلمـة : [ قطـع ] لا تعـني : [ بتـر ] ، مثـال : [ قطـع الـرحـم ] لا يـعني : [ اسـتـئصال رحـم الأم ] !!!!! ، قال تعـالى : ( و تقطـعوا أرحـامـكـم ) محـمد 22 ، و : [ قطـع الطـريق ] يـعني : [ مـنع المـرور بهـا ] و ليس : [ إزالـة الطـريق ] ، يقـول تعـالى : ( و تقطـعون السـبيـل ) العنكـبوت 29 ، و النسـوة فـي سـورة يـوسـف : ( قطـعن أيـديهـن ) يـوسـف 31 ، و مـن المـسـتحـيل عـلى الـنسـوة : [ بتـر ] أيـديـهن عـن الجـسـم !!!!! ، و تبـقى لـديهـن حـالة الـوعي : ( و قـلن حـاش للـه مـا هـذا بشـراً .... ) يـوسـف 31 ، و هـن في ألـم لا يطـاق و نـزيـف دمـوي قـاتل !!!! .   


.
إنّ السـارق هـو إنسـانٌ ينتمـي إلى المجـتمع ، و [ بتـر ] يـده يـعني أننـا حـولنـا إنسـاناً إلى [ عـاهـة و عـالة ] عـلى المجتـمـع ، خـاصة إذا كـان يعـمـل لإعـالة أسـرة ، فنكـون قـد حـولنـا أسـرة بأكملهـا إلى أسـرة [ عـالة عـلى المـجتمـع ] ، فنكـون قـد جعـلنـا [ المـصيبة أكـبر ] ، بـدلاً مـن حلّهـا  


.
( السـارق و السـارقـة ) : 
إن كـلتـي : [ السـارق ، السـارقـة ] ، هـمـا : [ اسـم فـاعل ] و مـعرف ب : [ ال ] التعـريف ، و هـذا يـدل عـلى أن السـرقـة قـد أصـبحـت : [ مـهنـة ] دائـمة ، و لـو كـانت : [ سـرقة لمـرة واحـدة فقـط ] ، نقـول : [ سـرق ] بصـيغـة [ الفعـل ] ، مثـال قـولـه تعـالى : ( إنْ يسـرق فقـد سـرق أخ لـه مـن قـبل ) يـوسـف 77 ، ( ارجـعوا إلى أبيكـم فقـولوا يـا أبـانا إن ابنـك سـرق ) يـوسـف 81 .


.
و لكـن مـع الأسـف فـإنّ : [ الفقهـاء !!!! ] يطـالـبون بعمـلية : [ بتـر ] اليـد ، مـن سـرقة واحـدة فقـط : ( إن هـذا لشـيء عـجـيب ) هـود 72 .



إذاً :
( فـاقـطـعوا أيـديهمـا ) لا تعـني : [ بتـر ] يـد السـارق و فصـلهـا عـن الجـسـم ، و تـركـه مـع أسـرته : [ عـالة و عـاهة ] في المـجتمع ، إنمـا تعـني : [ تعـطـيل وسـائـل الـقـوة ] لـدى السـارق لمـنعه مـن الاسـتمرار بالـسـرقة ، و تـرك بـاب التـوبـة أمـامـه مـفتوحـاً ، و أرحـم الـراحـمين سـوف يتـوب عـليـه : ( فـمـن تـاب مـن بـعد ظـلمـه و أصـلح فـإن الله يتـوب عـليه ) المـائدة 39 .   
كـل هـذا و الله أعـلـم .


.
لكـم خالـص المـحبـة و التـقدير و الاحتـرام ، و بـاركَ الله بـكم و عـليكـم و أسـعـدكم في الـدنيا و الآخـرة ، مع خالص تحـياتي و شـكري لمشـاعـركم الرقـيقة ، و ســلِمتْ أياديـكم البيضـاء لتعـليقـاتكم ، فهـذا مـن ذوقـكم و كـرم أخـلاقكم ، و رزقكم الله جنّــات النعـيم و جعـلكم عـباده المقـرّبـين ، و صلى الله و سـلم على رسـوله الـكريم و عـلى آلـه و صـحبه أجـمعـين


تعليقات

‏قال غير معرف…
كلام منطقي

الأكثر قرأه

ما هو سر الرقم 19 ولماذا ذكره الله في كتابه وما علاقة القرآن بذلك؟

ماذا يفعل الشيطان عند نومك على بطنك؟

ضرب الأعداد ... بدون ألة حاسبة طريقة سهلة.. تعلمها

هل الإندومي خطر على الصحة أم لا ؟

الأشياء الاربعة الموجودة في شبابنا من قوم لوط

ما هو السر في وجود اكياس صغيرة داخل الحذاء عند الشراء ؟!

حور العين في الجنة ليست للزواج الجنسي ولكن لخدمة اهل الجنة

كل فتاة تحب أن يقال عنها أنها حلوة وساحرة وملكة جمال والسؤال هو: ما الجمال؟

القران الكريم يوضح اننا نستطيع التحكم فى إنجاب ذكر او انثى سبحان الله العظيم

خمسة خلقهم الله بدون أب و أم سبحان الله العظيم