لماذا نلمس وجهنا كثيرًا أثناء التوتر؟
في لحظات القلق أو التفكير العميق، قد تجد نفسك تلمس وجهك لا إراديًا. لماذا يحدث هذا؟ وما السبب النفسي والعصبي وراء هذه العادة التي نقوم بها دون وعي؟
كم مرة وجدت نفسك تضع يدك على خدك أثناء التفكير؟ أو تمرر أصابعك على جبهتك وأنت تشعر بالضغط؟ هذه الحركات تحدث تلقائيًا دون أن ندركها، ويقوم بها الجميع تقريبًا في مواقف التوتر أو القلق أو التركيز الشديد.
🧩 هل هي عادة أم حاجة فسيولوجية؟
لمس الوجه أثناء التوتر هو في الواقع مزيج بين رد فعل نفسي وسلوك عصبي. العلماء يعتبرونه نوعًا من آليات الدفاع الذاتي التي يستخدمها الجسم لتهدئة النفس في لحظات الانفعال أو التوتر.
لكن كيف ولماذا يحدث ذلك؟
🧠 تفسير علم النفس: التهدئة الذاتية
في علم النفس، يُطلق على هذه الحركات اسم “Self-Soothing Behaviors”، أي "سلوكيات التهدئة الذاتية". عندما نكون في حالة توتر، يبحث الجسم تلقائيًا عن طريقة لخفض مستويات القلق، ولمس الوجه أحد هذه الوسائل.
- ملامسة الجبهة أو الخدين ترسل إشارات تهدئة للدماغ.
- الحركة البسيطة تعطي إحساسًا بالسيطرة على الموقف.
- اللمس يُطلق مواد كيميائية مهدئة مثل السيروتونين.
🧬 من منظور علم الأعصاب
عند التوتر، ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يجعل الجسم في حالة "تأهب". ولمحاولة تهدئة هذه الحالة، تبدأ مناطق معينة من الدماغ مثل القشرة الجبهية في إرسال أوامر حركية لا إرادية، مثل لمس الوجه أو فرك العينين أو حك الرأس.
وقد وُجد أن هذه السلوكيات تساعد في إعادة ضبط التركيز وتقليل النشاط العصبي الزائد مؤقتًا.
📉 هل هذا السلوك مضر؟
في الغالب، لا يشكل لمس الوجه خطرًا صحيًا. لكن هناك بعض التحذيرات من تكرار هذه العادة بشكل مفرط، خصوصًا في أماكن مزدحمة أو في فترات انتشار الأمراض، لأن اليد قد تنقل البكتيريا أو الفيروسات إلى العين أو الفم.
لذلك، يُنصح بـ:
- الانتباه إلى هذه العادة أثناء التوتر.
- محاولة استبدالها بسلوك أكثر أمانًا مثل الضغط على كرة مطاطية.
- غسل اليدين بانتظام خاصة قبل لمس الوجه.
🧘♀️ كيف يمكن التقليل من لمس الوجه أثناء التوتر؟
يمكنك تدريب نفسك على تقليل هذا السلوك عبر خطوات بسيطة مثل:
- مراقبة سلوكك عند الشعور بالقلق.
- ممارسة تمارين التنفس العميق.
- الانشغال بالكتابة أو الرسم أو الإمساك بشيء بيدك.
- البحث عن أنشطة مهدئة تقلل من شعورك بالضغط النفسي.
📝 خلاصة: سلوك إنساني أكثر عمقًا مما نعتقد
لمس الوجه أثناء التوتر ليس مجرد حركة عشوائية، بل هو سلوك فطري مرتبط بالدماغ والعواطف. إنه طريقة الجسم لقول "أنا متوتر... وأحتاج لتهدئة فورية". معرفتك بهذه الآلية قد تساعدك في فهم نفسك بشكل أفضل والتعامل مع مشاعرك بطريقة أكثر وعيًا.
هل لاحظت نفسك تفعل ذلك كثيرًا؟ شاركنا تجربتك في التعليقات!
تعليقات